اتفقت الدول على أن الأمن البشري هو نهج لمساعدة الدول الأعضاء في تحديد ومعالجة التحديات واسعة النطاق والشاملة لبقاء شعوبها وسبل عيشها وكرامتها. وبناءً على ذلك ، فإن الفهم المشترك لمفهوم الأمن البشري يشمل ما يلي:

(أ‌)  حق الشعوب في العيش في حرية وكرامة، بمنأى عـن الفقـر واليـأس. ولجميـع الأفراد، وبخاصة قليلو الحيلة، الحق في التحرر من الخوف والتحرر من العـوز وفي إتاحـة فرصـة متساوية لهم للتمتع بجميع حقوقهم وتنمية إمكاناهتم البشرية على أكمل وجه؛

(ب‌) تطلــب الأمــن البــشري اتخــاذ تــدابير شــاملة وقائيــة محورهــا النــاس ملائمــة لسياقات محددة بحيث تعزز حماية جميع الأفراد وجميع اجملتمعات وتمكينهم؛

(ج‌) يقـرالأمـن البـشري بأوجـه التـرابط بـين الـسلام والتنميـة وحقـوق الإنـسان ولا يميز بين الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية؛

(د‌)  يختلف مفهوم الأمن البشري عن مفهوم المسؤولية عن الحماية وإعمالها؛

(ه‌) لا ينطـوي مفهـوم الأمـن البـشري علـى اسـتعمال القـوة أو التـدابير القـسرية أو التهديد باستعمالها. ولا يحل الأمن البشري محل أمن الدول؛

(و‌) يرتكـز مفهـوم الأمـن البـشري علـى تـولي الـسلطات الوطنيـة زمـام الأمـور. وبمـا أن الظـروف الـسياسية والاقتـصادية والاجتماعيـة والثقافيـة المؤاتيـة للأمـن البـشري تتبـاين كثيرا من بلد إلى آخر ومـن زمـن إلى آخـر وداخـل البلـدان نفـسها، فـإن الأمـن البـشري يعـزز الحلول الوطنية الملائمة للواقع المحلي؛

(ز‌)   تعمــل الحكومــات بالدرجــة الأولى علــى أن تكفــل لمواطنيهــا البقــاء وســبل كسب الرزق والكرامة وهي المسؤولة عـن ذلـك في المقـام الأول. ويتمثـل دور اجملتمـع الـدولي في تكملة العمل الذي تضطلع به الحكومات وتقـديم الـدعم الـلازم لهـا، بنـاء علـى طلبـها، مـن أجل تعزيز قدراهتا على التصدي للأخطار القائمة والمـستجدة. فـالأمن البـشري يتطلـب مزيـدا من التعاون والشراكة بين الحكومات والمنظمات الدولية والإقليمية والمجتمع المدني؛

يجب تطبيق مفهوم الأمـن البـشري في ظـل الاحتـرام التـام للمقاصـد والمبـادئ اجملسدة في ميثاق الأمم المتحدة، بما في ذلك احترام سيادة الدول وسلامتها الإقليمية علـى نحـو تــام وعــدم التــدخل في المــسائل الــتي تنــدرج أساســا ضــمن نطــاق الولايــة المحليــة للــدول. ولا يستوجب الأمن البشري التزامات قانونية إضافية من جانب الدول؛