كلمة حيازة مشتقة من الكلمة اللاتينية الفرنسية (Tenir) والتي تعني أمسك/أحتجز، لتشير إلى تصرف، أو حقيقة، أو وسيلة، أو ظرف، لشخص ما يحتفظ بوظيفة بشكل دائم، أو يحوز عقار.

وفي سياق حقوق الإنسان، يوصف عادة الحق في الحيازة، باعتباره حزمة من الحقوق تشكل استحقاقات من الوصول، والاستخدام، والإدارة، والسيطرة، واستبعاد الآخرين، والتطوير، أو المبادلة، أو التصرف بأي شكل من الأشكال في الأرض، أو المسكن، أو أية أصول أو موارد أخرى. فالاعتراف بشرعية الحيازة، وفي هذا السياق، ينطوي في معناه على وجود علاقة مع  أثار إضفاء الطابع الرسمي، من خلال العمليات والحماية القانونية أو بحكم القانون، لتلك الاستحقاقات القائمة بالفعل، وأيضاً من خلال العلاقات والآليات العرفية، وغير الرسمية أو الواقعية. غير أن مثل تلك الحماية والاعتراف القانوني، عادة لا يطبق على نظم الحيازة غير الرسمية، وشائعة في كل من المناطق الريفية والحضرية.

فالحيازة الآمنة، تعتبر عنصر جوهري في حق الإنسان في الأرض والسكن الملائم، ويعهد قانون حقوق الإنسان، بأنه ينبغي بأن يتمتع كل شخص بدرجة من الحيازة الآمنة. وقد حدد المقرر الخاص المعني بالحق في السكن الملائم بأن الحيازة يقصد بها مجموعة من العلاقات المعنية بالسكن والأرض، وتكونت بواسطة قوانين تشريعية، أو ترتيبات عرفية أو غير رسمية أو مختلطة، وأن الحيازة الآمنة، للأرض أو/و للمسكن، تمكن الفرد من العيش في منزله بأمان وسلام وكرامة.

وتنبع أشكال الحيازة من أربعة أنظمة رئيسية، (1) النظم القانونية، أو التي ينص عليها القانون أو النظام الأساسي، (2) النظم العرفية، التي تشير إلى الحيازة المجتمعية، (3) النظم الدينية، التي تديرها أو تملكها المؤسسات الدينية، (4) نظم الحيازة غير الرسمية، وهي الأكثر شيوعاً في المناطق الحضرية.

ويسمح الاعتراف بهذه التعددية، بتنوع حالات الحيازة، بدءًا من أكثر أنواع الحيازة والاستخدام غير الرسمي، إلى الملكية الكاملة. فالسلسلة المتصلة التي طورتها الشبكة العالمية الشبكة العالمية لطاقم أدوات الأرض (GLTN)، والتي تم اعتمادها في قرار مجلس إدارة موئل الأمم المتحدة لعام 2011، من قبل الدول الأعضاء ، أصبحت الآن مقبولة على نطاق واسع من قبل المجتمع الإنمائي والدول الأعضاء في الأمم المتحدة.

ويقر مفهوم حقوق الأرض  المتصلة بما يلي:

• إمكانية اتخاذ الحيازة أشكالاً متنوعة.

• الحقوق المختلفة لا تقع في الواقع على خط واحد، ولكنها قد تتداخل مع بعضها البعض؛

• يجب ألا يُنظر إلى الحقوق في الطرف الأكثر رسمية من السلسلة المتصلة على أنها الشكل المفضل أو النهائي لحقوق الأرض؛

• النقاط الموجودة في السلسلة المتصلة هي كل واحدة من عدة أشكال مناسبة ومشروعة التي يمكن أن تطابق؛ فأنسب شكل يعتمد على الوقت والسياق المحددين.

الشكل 1: تصوير شبكة طاقم أدوات الأرض، لسلسلة المتصلة لحقوق الأرض، بعد إزالة السهم الذي وضعته شبكة طاقم أدوات الأرض، في الطرف الأيمن من الخط المستقيم

ومع ذلك ، فإن الرسم الخطي، والمفاهيم المعروضة أعلاه، تطرح بعض التناقضات. فالاعتراف بأن الحقوق المختلفة لا تقع على خط مستقيم، من شأنه أن يوحي بشكل آخر غير الخط المستقيم، لتمثيل أي وضع، أو عملية، أو حركة، على امتداد الطيف. كما لا ينقل التمثيل الخطي، التركيبات المحتملة أو الحالات المختلطة. ويشير التقدم المقترح على طول الخط، من اليسار إلى اليمين (في اللغات الأوروبية) إلى التحرك نحو نقطة الذروة أو، على الأقل، عملية نحو الطابع الرسمي.

نظرًا للمخاطر الناشئة عن هذا الرسم، فقد طورت شبكة حقوق الأرض والسكن مفهومًا بديلاً. من أجل نقل الإحساس بالتواصل الحقيقي والحركة المحتملة على طولها، باستخدام شريط موبيوس. لمواجهة المعضلة الأخرى في تمثيل أنواع الحيازة التي لم يتم تصويرها بعد على النمط الخطي، أو في حالة الحيازة الفعلية للأراضي والممتلكات العامة، أو الاستحواذ للأغراض العامة على الأراضي والممتلكات، وتقع خارج نطاق الأراضي والممتلكات الأخرى التي يطالب بها الناس. على غرار الاستخدام والمنفعة المشتركة للأرض والممتلكات، فإن الاعتراف الأخر، بوظائفها الاجتماعية والبيئية، هو سمة لجميع أشكال الأراضي والممتلكات في جميع الأوقات. لذلك، فإن الرسم الناتج يصور ذلك الاستمرار، على أنه يخترق جميع الأنواع والنقاط الأخرى في السلسلة المتصلة. وفي هذه الحالة، تشكل كل من الأغراض العامة/المشتركة، والوظيفة الاجتماعية للأرض والملكية، جوانب تتسق مع، المحاور التي تمر عبر الأراضي والممتلكات، لجميع أنواع الحيازة التي تنتمي أو يحتمل أن تخضع لكل حالة ونقطة على طول السلسلة المتصلة.

الشكل 2: تصور بديل لسلسلة المتصلة لحقوق الأرض على أساس شريط موبيوس، ما يسمح بالحركة غير القطبية على مستوى يحتوي على العديد من النقاط (أنواع الحيازة).